حمدى رزق

الحوالات الصفراء 

الإثنين، 26 نوفمبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تتعجب فى زمن العجائب والغرائب، على بوابة القوى العاملة أيقونة زرقاء تحوى تعريفا مختصرا «الحوالات الصفراء هى تحويلات بنكية يختص بها بنك الرافدين مع البنك المركزى المصرى وتقوم وزارة القوى العاملة بنشر الأسماء الواردة إليها من بنك الرافدين لأصحاب الحوالات عن الفترة من 1989/5/1 حتى 1990/6/30 أما فيما عدا ذلك من استحقاقات عن فترات أخرى أو أى بيانات إضافية فيرجى مراجعة البنوك المختصة بذلك».
 
يااااه مضى زمن، مضى 19 عاما، عقدان من الزمان، الحوالات الصفراء تحولت إلى أوراق صفراء، لا تساوى ثمن حبرها، تخيل أصحاب الحقوق، حاملو الحوالات الصفراء لايزالون على أمل الحصول على مستحقاتهم، فعلاً لا يضيع حق وراءه مطالب، ولكن هؤلاء بح صوتهم، وخفت أنينهم، وقضى بعضهم قبل أن يرى بعينه حقه وعرق جبينه.
 
الحمد لله قُيض لهم أخيرًا من يسمع لهم، ويقف على مستحقاتهم، ويطالب لهم بما عجزوا عن الحصول عليه، شاكر فضل المهندس هشام والى، عضو مجلس النواب الذى تقدم بطلب إحاطة بشأن توقف صرف الحوالات الصفراء، مستحقات مستحقة  السداد لعمال مصريين لدى الحكومة العراقية منذ أكثر من 19 سنة والتى توقف صرفها لأسباب معلومة للعالم أجمع.
 
يشرح «والى» الحكاية المؤلمة فى طلب الإحاطة، يحيط الحكومة علما لو كانت قد نسيت أصحاب  الحوالات الصفراء فى الأيام السوداء، يذكرهم مجددا بحقوق المصريين أصحاب الحوالات أو الاستمارات الصفراء الذين كانوا يصرفون مستحقاتهم من بنك الرافدين العراقى بالقاهرة، ثم توقفت مستحقاتهم بعد التطورات فى بغداد، وتم بالاتفاق مع الجانب العراقى تقدير قيمتها ومستحقيها وصرف معظمها بالفعل، وسيتم صرف الباقى فى ضوء ذلك، لكن لأسباب غير معلومة، توقف صرف باقى المستحقات لذوى الحوالات الصفراء منذ 2013.
المهندس والى يلمس قصة عذابات المصريين الذين عادوا قسرًا من العراق بسبب حرب الخليح، خرجوا لا يلوون على شىء سوى أرواحهم، تاركين الجمل بما حمل خشية الموت وطمعا فى النجاة، تركوا ممتلكاتهم ومدخراتهم أمانة هناك لدى المؤتمنين من إخوتنا فى العراق.
 
وما أن وضعت الحرب أوزارها، تلفتوا مجددا إلى وجهتهم المحببة بغداد، يبحثون عن عرقهم وحقوقهم المنسية، وعاشوا فى هذا العذاب بأمل، عذابات ما بعدها عذابات يتجرعون المرارة على مدى زمنى طويل، 19 سنة مرت، كثير من أصحاب الحوالات قضوا وتركوا أوراقا صفراء لذويهم، وعبثا يحاولون الحصول على مستحقاتهم المثبتة فى الأوراق الصفراء.
يقول النائب: كثرت الشكاوى وتعددت الوقفات الاحتجاجية لأصحاب الحقوق أمام السفارة العراقية والوزارات المعنية.. وتشكلت اللجان وانعقدت، وليتها لم تتشكل ولم تنعقد، والعجيب طوال هذه السنوات أن تبادل الزيارات بين المسؤولين فى البلدين لم ينقطع، وفى كل لقاء لا يفوتهم التأكيد على «أواصر المحبة» و«الخندق الواحد» و«آفاق التعاون» و«المصير المشترك»!!، لكن لم تحل المشكلة إلى الآن!!
معلوم معظم أصحاب الحوالات الصفراء من البسطاء وأصحاب المهن البسيطة، والذين يكسبون قوتهم من مهنتهم، ويعيشون اليوم بيومه، لكسب لقمة العيش، ليس لهم ظهر من بعد الله إلا الحكومة، توسلات هؤلاء إلى المسؤولين مجددا بلغت عنان السماء، لعل أن يستمع أحد لشكواهم.
مشكورة وزارة الخارجية على جهدها طوال سنوات مضت، بذلت جهدا مقدرا مكن بعض هؤلاء من مستحقاتهم، وتثبتت الحقوق المصرية أمام الهيئات الدولية، ومشكورة وزارة القوى العاملة التى تثبتت وثبتت حقوق هؤلاء العمال بتدقيق أوراقهم، ولكن القضية لاتزال عرضا مستمرا، تحتاج إلى المزيد من الجهد الدبلوماسى، واثق تماما فى سعى وزير خارجيتنا المحترم سامح شكرى الحثيث فى هذه القضية، بأمل أن يولى هذه القضية الاهتمام المستوجب فى إطار العلاقات الطيبة بين القاهرة وبغداد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة